القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
مجموعة محاضرات ودروس عن رمضان
19334 مشاهدة print word pdf
line-top
التهنئة بقدوم رمضان

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
أيها الأحبة في الله: في هذا اليوم الطيب المبارك نعيش فرحتين: الأولى: بمقدم شهر رمضان، وفقنا الله، وبلغنا إياه، والفرحة الثانية: بحضور فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين عضو الإفتاء بالرئاسة العامة لدار .. والأستاذ بالمعهد العالي للقضاء، والشيخ -جزاه الله خيرا- يعني: رغم كثرة أعماله اقتطع جزءا مهما من وقته؛ للقاء بكم والإجابة على استفساراتكم وأسئلتكم. نسأل الله عز وجل أن يثيبه، وأن يحسب خطاه، ونرجو منكم أن تكونوا آذانا صاغية وواعية. نسأل الله عز وجل أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والآن نترككم مع فضيلة الشيخ.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فإني فرح مسرور بهذه الدعوة، والتي تدل أو تنم عن محبة للخير، ومحبة للتفقه في الدين، ومحبة للإفادة والاستفادة -إن شاء الله- وأعتذر بأني محل النقص، ومحل السهو والغفلة، ولكن من باب المساهمة فاقبلوا ما كان صوابا، ونبهوني على ما كان خطأ، أو فيه نقص وتقصير.
فأولا: أهنئكم ونفسي بإقبال شهر رمضان؛ الذي كان السلف -رحمهم الله- يهنئ بعضهم بعضا بقدومه؛ بل روي أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يبشر أصحابه بقدومه، فخطبهم مرة كما في الحديث الذي رواه سلمان في آخر يوم من شعبان؛ يعني: في اليوم التاسع والعشرين من شعبان، أو في اليوم الثلاثين منه، وأخبرهم بقوله: إنه قد أظلكم شهر عظيم مبارك؛ شهر جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعا؛ شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فيه فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزاد فيه في رزق المؤمن، من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه، وعتقا لرقبته من النار. قالوا: يا رسول الله، ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم. قال: يعطي الله هذا الأجر لمن فطر صائما على مذقة لبن، أو شربة ماء، أو تمرة، ومن أشبع فيه صائما -أو من سقى فيه صائما- سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة؛ فاستكثروا فيه من أربع خصال؛ خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غنى بكم عنهما، أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فلا إله إلا الله والاستغفار، وأما الخصلتان اللتان لا غنى بكم عنهما: فتسألونه الجنة، وتستعيذون به من النار ؛ هكذا روي في هذا الحديث بهذا المعنى.
وروي أيضا أنه -عليه الصلاة والسلام- كان يفرح بقدوم رمضان، فكان إذا دخل رجب يقول: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان .
وهكذا أيضا كان السلف -رحمهم الله- يفرحون بذلك، ويتهانون به، ويدعون الله به، فكانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم، فتكون سنتهم كلها اهتماما برمضان؛ وذلك لأن له ميزات وخصائص، فنذكر بعضا منها على وجه الاختصار؛ حتى لا نطيل معكم:

line-bottom